احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

لا تُسرفوا بالحب

ها أنا بَعيدةٌ كُل البعد عن رأس السنة وأتقلبُ على صدرها والوكُ أحزاني حزناً حزن وأبصقها على ذاكرتي المريضة ، اريدُ  ان أنسى ولكن لا قدرة لي على النسيان ، هل استطيع نسيانهُ بسرعة كما دخل قلبي بسرعة أليسُ هم يقولون ما يأتي بسرعة يذهب بسرعة لماذا تختل القوانين و تشذ القواعد في  الحب. -  لماذا لا نشعر بالحب إلا حينما تستفحل مشاعرنا ونفقد بعدها من نحب ؟ - لماذا لا نستطيع اعادة مشاعرنا الى رشدها؟  - هل الأمر سيان مع جميع العشاق ام انني وحيدة في هذا ؟ أذكر نظرات من حولي لي حينما بدأت تظهر علامات الحب على قسمات وجهي حتى حينما كانت تلمع عيناي شوقاً لرؤياك ، وتتورد وجنتاي عند لقاءك ، ويرتجف قلبي عند تقبيلك جبيني.   نحن لا نختار أقدارنا لذا لا يحق لهم إيذاءنا بنواياهم السقيمة ومعاتبتنا على ما مضى ليتهم يعلمون انني لم اكن انوي فعل هذا لقد كانت لدي مخططات لأشياء ملموسه حقيقية نجاحات وطموحات لم يقف في وجهها إلا أنت ، أتيت انت فتبعثرت من حولي الأشياء كان ضوءك أقوى من ان ارى ما حولي ، تهالكت وانهارت قواي لم يكن أمامي الا الخنوع أمامك . - تصطلي بي نار فراقك ، اجهش بكاءً كل ما تذكرتُ ذكرى جمعتنا هنا او هنا فتطفيء دموعي كل معنى للفرح ، بعد رحيلك غدوت ككهلةٍ تركها أبناؤها وحيدةً إلا من قلقِها عليهم . ذاتَ نهاراً دثرتني الذكريات اسمعُ صوتكَ وكأنكَ ماثلاً أمامي تضاحكني فضحكت بصوتٍ مسموع وانغمست عيناي الى داخل تجويفها وبرزت النواجذ وتجعدت وجنتاي ، لم أنتبه إلا لمنى وبصوتها العذب : ابتسام أنظر إليها فتسقط دموعي كنهرين جاريين تقول لي بصوتٍ حاني لا تبكي فهو لا يستحق - ليتكِ تعلمين ان الدموع في الحب ليست إلا ملكاً للظروف ولا قدرة لي على الأحتفاظ بها فأحزاني تجهضها رُغماً عني. الأحزان لها ظروفها الخاصة التي تنمو بها . كَنُدف الثلج تتساقط من كل صوب في الشتاء فتعيق  سيرنا وتجعلنا نتلحف خوفاً من الموت تجمُداً هكذا هي الأحزان تعيق سير السعادة إلى قلوبنا وتُلبسَنا رداء الموت رغماً عنا لا أستطاعة لنا على تجاوز هذه الأحزان إلا بمعجزة .  - اخلُقي معجزتك يا ابتسام ، لا أريدكِ أن تسمحي للحزن أن يتعمق بكِ أكثر من هذا ، أنتِ أقوى من أن تدفُني نفسكِ في هذه الذكريات البالية  - ليست بالية إنما هي أجمل هدايا القدر لي ربما في نهايتها جرحً نازف ولكنني راضية  ألتفتُ الى منى كأن سهماً أصاب حقيبةُ أفكاري فأخْرَجَ أقبحها  - منى هل هذا نصيبي من السعادة فقط بُضعة أشهر في حياةِ فهد !! فتكتسحُ الدموع وجنتاي مرةً أُخرى فتستعرُ نيران أحزاني ويتجدد ألم غيابكَ من جديد . - آمنت بكَ رجلاً يحبني كما يحب عيناه ولكنكَ خذلتني ورحلت ، وتركتني أتمرغ في وحل الحنين وحيدةً خالية الوفاض ، اتجرعُ عذابات الشوق.   - لم أكن اعلم أن الإيمان وحده لا يكفي لكي أحتفظ بمن أحب .      - أتَذَكر ليلتنا الأخيرة حين أخبرتني برحيلك كانت المرة الأولى التي بكيتُ فيها بحضورك كدتُ أنهار حين رأيتك تَهُم بالذهاب وكأن دموعي لا تعنيك مسكتُ يدك ألا تتركني نفضتني عنكَ بقوة              - سيرزقَكِ الله بشخصٍ أفضل.  هل كنتَ تواسيني !! لا لم تكن بل كنت تريد أن تشعل النار بي أكثر ، تريد قتلي ليس أكثر .   أنت لم تُجرب شعور الحب المدقع يافهد وإلا لما تركتني .         - صرخت بك : فهد إن لم ترجع الآن وتقول إنكَ آسف ولم تقصد بكلامك الا ان ترى ردة فعلي صدقني لن يكون هناك خط رجعة وسوف ينتهي كُل شيء . -  التفت إلي : أرجوكِ لا تُصعبِ الأمور أكثر مما ينبغي ورحلت بعيداً .  بعد أسبوع وجدتُ نفسي بالمستشفى تلوكني الآلآم وحيدة بدونك متشائمة من غيابك لم يكن يسيطر على تفكيري سواك وبالسبب الذي أخذك وحرمني منك ، أتتني منى قبلتني بعيونٍ دامعة نظرت إلي مطولاً و ذكرتني بأن لله ما أعطى ولله ما أخذ ابتسمت بوجهها وأخبرتها انني اصبحت أفضل ، سألتني وعيناها مغرورقة بالدموع هل تجاوزتِ وفاة فهد                        - وهل توفي فهد لأتجاوز حزنُ وفاته؟  - أستغفري ربكِ يا ابتسام لا تعترضي على وفاته اصبري يا حبيبتي إن الصبر عند الصدمة الأولى ، أعلم أن فجوة أحزانكِ أتسعت اكثر ، ولم تعد الدموع تكفي لأن تمسحها ولا الظروف تسمح بأن تتجاوزيها ..........  - توفي فهد في نفس اليوم الذي تركني فيه اتكبد عناء الفراق ، تركني خلف دموعي وذهب هو الى الباري . لم أكن اعلم ان فهد الذي كان يحمل حبي بداخله كان ينهشه المرض في نفس الوقت ، كان كريماً معي في كل شيء حتى في اللحظة التي ودعني بها لم يكن يريد ان يقتلني كمداً على وفاته    ولكنه أراد أن يجعل من نفسه شخصٌ قاسي ولا يُبالي . - هأنا أكتب لكم بعد سنةٍ ونصف من فراقه وفي اخر جلسات العلاج النفسي التي خضعت لها. لقد تجاوزت حزني على وفاتك ولكني لن أتجاوز حُبك ما حييت.                                                                               ريم الخلف                                                                         

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق